الجمعة، 23 مارس 2018

ديريك الحبيبة بقلم الرائع فؤاد زاديكي


ديريك الحبيبة

شعر/ فؤاد زاديكى
أيَا (ديريكَ)1 يا وجهَ الصباحِ ... و يَا إشراقةَ السّحرِ المُباحِ
تركتُ الأهلَ والأصحابَ فيها ... فصارَ الحزنُ في عمقِ الجراحِ
إليكِ اليومَ أشواقي وحبّي ... وبحرُ العشقِ إبحارٌ بساحي
لقد خُنّا عهودًا دونَ قصدٍ ... فغادَرْنا إلى كلِّ البِطاحِ
تَرَكْنا خلفَنا ذكرى حبيبٍ ... وأحلامًا تلاشتْ وَالرّياحِ
تَرَكْنا جرحَنا يجترُّ نَزْفًا ... كَمَنْ في شكرِهِ مِنْ دونِ راحِ
وَمَنْ بالسُّكرِ عاشَ العمرَ لهوًا ... فما إيقاظُهُ آتٍ بِصاحِ
تَرَكْنا أصدقاءً رافقونا ... أزالوا همَّنا عندَ ارتياحِ
هنا أمّي بنتْ تنّورَ خبزٍ ... هنا مفتاحُ بيتي في نُواحِ
قَتَلْنا ذكرياتٍ لازَمْتنَا ... قُطوفًا دانياتٍ في مِلاحِ
هَجَرنا فانقضتْ أعمارُ ذكرى ... وصارتْ في رحيقٍ مِنْ أقاحِ
وشأنُ القلبِ في هذا حضورٌ ... شديدُ الحزنِ في حَدِّ السِّلاحِ
أيا (ديريكَ) أحلامي وشعري ... ومهوى مهجتي نحوَ الصّلاحِ
ببُعدي عن ربوعِ الخيرِ هذي ... ضياعُ الرّوحِ في كَسْرِ الجَناحِ
فأنتِ الظلُّ في سيري ونورٌ ... وأنتِ الهمسُ في عشقِ الصّباحِ
أرى فيكِ الأماني والمغاني ... وكلَّ الفوزِ في مسعىَ فَلاحِ
سيبقى ذكرُكِ الهادي ضميري ... وإحساسي إلى روحِ الكفاحِ
لأنّ العشقَ إخلاصٌ وهذا ... هُوَ الدّاعي إلى وصلِ النّجاحِ.

1- ديريك: بلدة الشاعر تقع في محافظة الحسكة السورية في أقصى الشمال الشرقي من سوريا على الحدود التركية _ السورية
23/3/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق